P
R
E
V
N
E
X
T

COCOY LUMBAOVanguard, 2007, video still. Courtesy Osage Gallery, Hong Kong.

“كامل بلا اختصار.. الجزء الثاني”

Osage Gallery
China Philippines
Also available in:  Chinese  English

“كامل بلا اختصار.. الجزء الثاني” هو عنوان معرض يحمل سلطة معجم جديد أو مخطوطة تم إيجادها، والحقيقة أنه يستحق هذا المديح، فهو يقدم لمحة دقيقة للفن المعاصر في الفلبين، على الرغم من جزئية تلك اللمحة.

والملهم الأول لهذا المعرض هو “روبيرتو شابيت” الذي بقي لأكثر من 30 عاماً حاضراً دائماً كفنان وأستاذ في جامعة الفلبين/ كلية الفنون الجميلة بمدينة "كيزون"، والمعرض الذي تم إهداؤه للفنان أقيم على أرضية صالة “أوسيج” بمساحة 15 ألف قدم مربع في “كون تونغ”، وجاء مقسماً إلى 7 مساحات عرض متعددة المشرفين ـ مثل “رينغو بونوان” و"إيزابيل شينغ" وغاري روس باسترانا ـ وضم أعمال تلامذة “شابيت” السابقين الذين تجاوزوا الخمسين.

وقد حقق “شابيت” مكانة مرموقة من خلال دوره في تحديد معالم الفن الفلبيني عبر الإيضاح والتبصير بالفن الحديث في الإقليم، حيث عمل على إيجاد صوت خاص للفن الفلبيني باستخدام مواد شائعة في ذلك البلد المداري، ويعلق “شينغ” على بناء “شابيت” لفلبينه مستخدماً رقائق الخشب، على الرغم من أنه يستعمل الأقواس المعدنية لربط الرقائق، وهناك دائماً نسق في أعماله، وهو نوع من التكرار الذي طالما درّسه في محاضراته.

فيما يقوم عمل ( الهرم الجديد المحسّن)/2010 للفنان “بو مارتينيز” بالتفكيك وبالمساءلة المباشرة لمتانة الهرم الهندسية والمعمارية والتاريخية، وذلك بعصيّه المصنوعة من رقائق الخشب المجمعة عشوائياً، والمثبتة بكتل بناء جوفاء، ويشكل العمل الذي يكاد يلامس أعمالاً أخرى في الغرفة ذاتها بياناً فوضوياً قوياً يجد موضعاً له في الثيمات الكونية عن المكان والزمان، وهو في استخدامه لمواد بسيطة وتركيزه على البنية يعد مثالاً واضحاً على التأثر بــ"شابيت" الذي بدأ حياته ليس كفنان إنما كمعماري.

أما “كالوي أولافيدس” فيستخدم الكولاج في عمل (بحاجة للتمديد: البيت)/2009، خالقاً بذلك عمقاً، ومعلقاً على مشكلة اجتماعية، وقد صنع العمل من مئات الأيدي المقطوعة التي رُتّبت بهيئة مخروط بقمع، أما فتحته فهي عبارة عن مساحة ضئيلة بيضاء لها شكل بيت، ويخلق هذا العمل أثراً بصرياً نافذاً، وكأنه نافذة تنفتح على بعد آخر، ومن خلال استخدامه مواد متوافرة أصلاً مثل قصاصات المجلات ورقائق الخشب، فإن “شابيت” ومريديه يعلقون على الواقع الاجتماعي في بلدهم، حيث العديد من السكان يعيشون من دون ضرورات أساسيّة مثل المأوى.

كانت النافذة ثيمة متكررة في المعرض، وما فيلم ( الطليعة)/2007 لــ"كوكوي لومباو" إلا لقطة متصلة لجناح طائرة أخذت من نافذتها، وتساعد اللقطة الثابتة في الفيلم المشاهدين على الإحساس بالتفاصيل الصغيرة لمن هم على متن طائرة، مثل تغيرات السحب وضوء الشمس، إلى أن تتلاشى اللقطة وتصبح أشكالاً مجردة، وبهذا يقدم الفيلم درساً آخر من “شابيت” الذي يقول: “على الفن أن يستكشف المساحة التي يلتقي فيها اليوميّ والمجرد”.

فيما كانت لرسومات “روميو لي” ـ الأربعة التي شكلت جدارية ملونة نابضة بقوة، واقتسمت واحدة من مساحات المعرض ـ الأثر الكبير ذاته الذي حققته الإنشاءة المجاورة لها، وتستحوذ على المشاهد أولى رسومات السلسلة ( أسوأ الأسوأ هو الوحش)/2011 ، وهي لشخصية نسائية لها عينان تشبهان عيني “بيتي بوب”، والمرأة في وضعية الانحناء وهي تقدم طعاماً لقطة، بالإضافة إلى شخصيتين أخريين منصهرتين في الإطار الخارجي، ويرسم “لي” محاكاة ساخرة لزقاق فلبيني مليء بالأكواخ بجميع أشكال حيواته، أي عجائز سكارى، وصبي مدرسة تظهر مؤخرته من فتحة في بنطاله، ورجل بعمامة، وشباب طائش شعرهم "سبايكي"، وشخصية أنثوية منهكة، واتبَّاعاً لإحدى تعاليم “شابيت” التي تحض الطلبة على مقاربة التراث بغية مساءلته وتجاوزه، يستخدم “لي” تقنية رسم تقليدية كاشفاً إمكانية أن تكون معبّرة مثل أية وسيلة ميديا حديثة.

ظل “شابيت” دائماً من خلال تعاليمه ومقاربته التفكيكية لصناعة الفن ـ وهي المقاربة التي تنتج حسب وصفه “مخلوقات الذاكرة” ـ شخصية فاعلة في تشجيع الفنانين الشباب على استيعاب مكتشفات الحداثة، ثم تجاوزها بهدف خلق فن ذي صلة بعالم اليوم، وإن معرض “كامل بلا اختصار” يشهد لأثره على أجيال عديدة من الفنانين الفلبينيين.

Ads
SAM Opera Gallery Massimo de Carlo E-flux