P
R
E
V
N
E
X
T

KHALIL RABAH, In This Issue – Act III: Molding, 2012

Neon sign.Courtesy Beirut Art Center.

خليل رباح

مركز بيروت الفني

Beirut Art Center
Lebanon
Also available in:  Chinese  English
شكّل المعرض الفردي “قراءة” للفنان الفلسطيني خليل رباح نوعاً من إعادة التقييم والصياغة لثلاثة مشاريع جارية تضم منحوتات وإنشاءات ورسومات ومواد مطبوعة وممارسات أرشيفية، وتهدف مشاريع رباح المفاهيمية إلى سبر البنية التحتية المؤسسية للفنون، لا سيما في تعلّقها وانبثاقها من نظام الدولة القطرية، لتسائل في الوقت ذاته آثار ذلك كله على غياب الدولة الفلسطينية.

العرض الذي شهدته أروقة مركز بيروت الفني يغوص في شعاب مسائل التمثيل من خلال فحص وتقويض وإعادة طرح بدائل للسائد من نماذج وجماليات وخطابات التقديم الثقافي.

من المعروضات  إنشاءة (في هذه النسخة)/2006-2012؛ التي تدور حول نشرة صيف 2011 المزعومة عن المتحف الفلسطيني لتاريخ الطبيعة والإنسان الافتراضي الذي يدّعي الفنان تأسيسه عام 1961، أي عام ولادته.

يستضيف هذا المتحف المتخيّل معارض في مواقع عدّة لتحف مقلّدة وأحافير معروضة عرضاً واقعياً، ومن خلال مزج الحقيقة بالفانتازيا يسائل هذا المتحف صحة وأصالة مؤسسة المتحف عامة، وما نحمله من افتراضات تجاهها، والمتحف المصمم في إطار فضاءات ثقافية أخرى – مثل بينالي إسطنبول/2005، وليفربول/ 2008 – يعيد تشكيل النموذج الدائم والمتجذر والرسمي للمتحف بما يستجيب لمأساة ضياع وتلاشي ونفي فلسطين.

تتحدّى (في هذه النسخة) بمشاهدها الأربعة الخطابات السائدة عن المتاحف، ويقدم المشهد الرابع (طباعة) ألفي نسخة من النشرة التي تستعرض مهمة المتحف ومقتنياته وأقسامه ونشاطاته، أما المشهد الثالث (قولبة) فيعيد سبك إحدى اقتباسات الغلاف في أضواء نيون أحمر ضخمة.

ويعرض المشهد الثاني (رسم) صفحات النشرة الـ 24 على شكل لوحة كبيرة بأسلوب الواقعية الفوتوغرافية على أرفف متحركة، وتؤكّد الإنشاءة من خلال لغة وعرض يتسمان بالغلو؛ الطبيعية الرسمية لبلاغة علم المتاحف، مبرزة عبثية تطبيقها على حالة الاستثناء الفلسطيني.

وفي الشاغل ذاته من محاولة أقلمة النماذج المؤسسية المتجانسة مع الحقائق على الأرض؛ تجيء إنشاءة (جغرافيا أخرى)/2009 – 2012؛ المأخوذة من بينالي رواق الثالث/ 2009 الذي أسهم رباح في تأسيسه في فلسطين.

تحت عنوان (جغرافيا: خمسون قرية) ضمّ البينالي فعاليات انخرطت في خلق فرص إحياء في قرى مهمة معمارياً وحولها عبر الأراضي الفلسطينية، وقد تمّ إنتاج 50 بطاقة بريدية توثق كل واحدة قرية من تلك القرى، ويقدم (جغرافيا) من خلال عكسه الواقعين السياسي والثقافي لفلسطين المحتلة تحدياً للمفاهيم المسبقة حول شكل البينالي، واعتماده على عرض أساسي مركزي واحد.

وفي نسخته البيروتية قدم رباح عمل (جغرافيا أخرى) 7 آلاف نسخة من كل واحدة من البطاقات البريدية الـ50، وضعت جميعها على شكل خارطة كانتونات متآكلة لفلسطين، وطلب من الجمهور إعادة تجميع أجزائها، وهذه المنتجات من (جغرافيا) وربما بينالي رواق ذاته كانت قد قدّمت باعتبارها عملاً فنياً، وهو ما منح وسيلة لاجتياز الزمن التقليدي – والجغرافي – للبينالي، بالإضافة إلى (إعادة) طرح فلسطين في المحافل الفنية الدولية، وإدامة حوار حول مفهوم وشكل البيناليهات بشكل أعمّ.

في (معرضان)/2012؛ شاهد الجمهور 6 لوحات واقعية فوتوغرافية هائلة، استُوحيت من صور تم التقاطها في عرض رباح المتجول (معرض فني: تمثليلات جاهزة)/ 1954- 2010؛ في بينالي الشارقة 2011، وقد ضم 50 لوحة استلهمت صوراً لمعارض فنية فلسطينية شهدها العالم منذ عام 1954 وحتى عام 2010، كما اشتمل (معرضان) على إنشاءة أرشيفية على شكل صور مصغرة للوحات الـ 50.

ويرتكز (معرض فني) على أرشيفات رباح الخاصة، وعلى تلك التي يملكها أصدقاء ومؤسسات ثقافية، بالإضافة إلى قصاصات الصحف، ومن خلال عمليات تجميعه الانتقائية ووسيلة تبويبه – التي تكون بموجبها الصور عن المعارض لا الأعمال الفنية المعروضة فيها أساس التصنيف – فإن أرشيف رباح يقدم تاريخاً ذاتياً بالتأكيد للفن الفلسطيني، متحدياً مكانة الأرشيف كمصدر للحقيقة التاريخية، ويتجاوز (معرضان) هذا الجانب ليتأمل في فعل عرض المكتوب والمؤرشف عن الفن الفلسطيني.

والأكيد أن معرض (قراءة) أظهر اهتمام رباح المتواصل في المؤسسات الثقافية، باعتبارها مدخلاً لموضوع فلسطين، مموضعاً خصوصياتها ضمن إطار الفن العالمي، واللافت هو ارتكان رباح على الشكل وسيلةً لإيصال هذه الهموم المفاهيمية، والنظرات الثاقبة التي أضافتها الأعمال الناتجة لنهجه الفني.