تلك الرسالة الموجزة بالإنجليزية والألمانية تضم 3 مقالات من المعارض، تعطي لمحة حميمية عن ذلك الرجل الغريب وفنه المهووس الذي يصفه الفنان ذاته بأنه (شيء بين الرسم والكتابة، بين الرسم والشعر).
والكتاب بفصوله المكتوبة بأناقة ووضوح وموضوعية متوقّدة؛ يبدأ من خلال مقارنة دور الاحتلال البريطاني والصيني في تشكيل فكرة التيبت، وتتبع بناء مقتنيات متحف تيبتي في الغرب والصين، كما تصحبنا هاريس في رحلة بين طبول الجماجم والثانغكا، وصولاً إلى البوذية الجديدة وعوالم الفنان التيبيتيين المعاصرين في الوطن والمهجر، شارحة أزمة الهوية والثقافة التيبتية.
كتاب هاريس مساهمة بالغة التركيز لدراسات ما بعد الاستعمار، ومتعة للقراءة كذلك.
ويسعى مانيس- أبوت أثناء ركضه لملاحظة ما تعنيه الحياة والمكان حقاً خلف المظاهر البراقة المبتذلة للمستوطنات أعالي التلال، محاولاً إيجاد أمل وسط “اللا معنى”.
وفي المقابل يقدّم فنانون وكتاب مثل إيملي جاسر، ونجوان درويش، وعدنية شبلي، تأملات مطلعة لما تعنيه الحياة ضمن تلك الحدود، بالخليط الذي فيها من الإذلال والفحص والاعتيادية. لكن أسوأ ما في الكتاب مقدمته، وهي محاضرة مكرورة لـ جين فيشر.