أحلام شبلي: البيت الشبح
آخر كاتالوغ للفنانة الفلسطينية أحلام شلبي المعروفةآخر كاتالوغ للفنانة الفلسطينية أحلام شلبي المعروفة بتوثيقها الدقيق للحياة في ظل الاضطهاد؛ يقدم توثيقاً للثقافة البصرية للاستشهاد بمدينة نابلس في الضفة الغربية التي تبعد حوالي 49 كيلومتراً عن شمال القدس. تسلط سلسلة أعمال شلبي (الموت) الضوء على الآثار التي تبقى بعد أن يفنى الفرد من الوجود. ملصقات على الواجهات ونشرات إعلانية ومزارات عائلية، كلها تشارك في ثقافة الغياب لتؤكد الحيوات المفقودة وتستمر في التحريض، والدعوة إلى العمل.
في أعمالها تحاول شلبي وصورها النمطية التي تعزل وتهوّل محاربة وسائل الإعلام، وبدلاً عن ذلك تبتكر شبلي نسيجاً من الوقار والرغبة والدمار، الصور الملونة التي تستنسخها هنا – إن قرأناها كسلسلة – ستكون أكثر تأثيراً، فهي تخلق صورة (الإبادة الجماعية).طُبع (البيت الشبح) ليتزامن صدوره مع المعارض في برشلونة وباريس وبورتو، إنه تعليق مؤثر على التصوير كنوع من أنواع الفن، فالشروح المرافقة للصور والمقالات تعرض كيف أن الصور تتعدى كونها مجرد دلالات، حيث أن لها تاثيراً حقيقياً على أولئك الذين يشاهدونها.
(غرفة الملفات) هي تعبير دايانيتا سينغ عن تقديرها للورق، بدءاً من نسيجه ورائحته، وصولاً إلى كونه يشبه حافظة المعرفة. صور بالأسود والأبيض لأرشيف الحكومة الهندية تتدفق على طول الكتاب، كل صفحة تعرض وجهاً مختلفاً من تلك الفراغات الكهفية. لقد تحوَّل توثيق الأرشيف عند سينغ إلى هاجس يمنحها اندفاعاً بهيجاً كلما دخلت إلى مستودع الفوضى المنظمة، الغرفة المليئة بالأسرار. مع كل صورة من صورها المصممة بشكل مربع ينظر القراء عبر النافذة إلى عالم آخر، أحياناً تلتقط صوراً للعاملين في الأرشيف، لكن في كثير من الأحيان تكتشف أماكن شبحية فارغة وسط جبال من الملفات والرفوف المغلفة بفيض من الورق. تحيك الفنانة في نسيج المزيج الهائل من الصور ثلاثة روايات كتبها أفيك سين، بحميمية تربط الصور ببعضها. سينغ وصفت نفسها قائلة (أنا ناشرة أعمل مع الصور)، ولهذا فإن تسخير جماليات النشر، وهي متاحة في 10 أغلفة ملونة، تناسب تماماً هذه العمل الفني المميز.
باوهاوس في كالكوتّا: لقاء لفن الطليعية العالمي
الكتاب الذي يقدم دراسة لمعرض لفناني مدرسة الفن الألمانية الباوهاوس الأوائل، بمن فيهم بول كلي، ليونيل فينّيجر، واسلي كانديسكي، جوهانس إيتّن؛ لا يحتاج إلى مزيد من الإغراء. أقيم المعرض في كالكوتّا عام 1922. مباشرة من حفل الافتتاح البهيج لفناني الطليعية “Avant-garde” في ألمانيا العام الفائت؛ كان مشروع المؤرخة الشابة للفن النمساوي ستيلّا غرامريك التي تعمل مدرّسة في جامعة الفنان طاغور الرائدة في شانتينيكيتان في الهند، بجلب زبدة تجربة فناني الطليعية الأوروبيين وعرضها جنباً إلى جنب مع مجموعة مختلطة من أعمال فناني مدرسة البنغال، متضمنة عدداً من عمالقة الفن مثل أبانيندراناث طاغور، وناندالال بوس، وفي غياب عرض تنصيبي للصور، وبوجود نسخة واحدة فقط عن الكاتالوغ الأصلي المتبقي؛ فإن هذا المجلد الأنيق المبسط الذي طبع بالتزامن مع معرض في باوهاوس يشكل سجلاً مفعماً بالحيوية لابداعات الفن المعاصر المتداخلة، وللشتات غير المتوقع لفناني باوهاوس الذين اضطروا للهجرة هرباً من النازية، وللإحياء الثقافي، وللتباعد والاختلاف أحياناً بين قارتين.
ميوسيت موديرنا وكتب كونيغ
تزين (الصورة المشققة)/ 2006؛ لتالا مدني كاتالوغ معرضها الحالي في متحف ميوسيت موديرنا في مدينة مالمو السويسرية، وتعطيه لونه وطابعه. ففي هذا العمل نجد رجلاً ضخماً غير معروف، يحمل صورته المشقوقة إلى قسمين. في هذا العمل تقدم الفنانة أسئلة عن الازدواجية، وعن الارتداد على الذات، ودواخل الجسد البشري وخوارجه: كلها أسئلة تُطرح وتُناقش من وجهة نظر حادة الذكاء. مقتطفات من قصة قصيرة للكاتب نام لي تساعد في إحياء بطلها الأخرق لبرهة قصيرة.
أحياناً، تضيع الأصوات في بحر من التعميمات والتفاصيل عن العالم العربي، والأبوية العالمية، والدعاية الأمريكية، لكن ربما لا ضير من أن تدور تلك الموضوعات في حلقات، وبالنسبة لمدني الشكل الحلزوني هو فكرة تتكرر في أعمالها لتسلط الضوء – ليس على تقدم الزمن – إنما على مروره.